مرحباً بكم أعزائي الكرام

مرحباً بكم أعزائي الكرام

إنّ فيك خصلتين يحبّهما الله






كلام في غاية البهجة , كلام منسوج بغصون رطبة معطّرة من شجرة أصلها ثابت وفرعها في السماء , إنّه كلام سيّد المرسلين صلى الله عليه وسلم أفصح من نطق بلغة الضّاد , كلام من لاينطق عن الهوى إن هو إلا وحي’’ يوحى , أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج بن عبدالقيس : " إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة ". (1)

والحلم لغة : مصدر حلِم فلان أي صار حليما , وقيل هو الأناة والعقل ومنه قوله تعالى :" أم تأمرهم أحلامهم بهذا ". (2)

واصطلاحاً : ضبط النفس والطبع عند هيجان الغضب , وقيل هو ترك الإنتقام عند شدة الغضب مع القدرة على ذالك.

وعرف الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في شرحه على رياض الصالحين  بأن الحلم هو : أن يملك الإنسان تفسه عند الغضب إذا حصل غضب وهو قادر , فإنه يحلم ولايعاقب ولايعاجل العقوبة , وعرف الأناة بأنه : التأني من الأمور وعدم العجلة وألا يأخذ الإنسان بظاهرها فيتعجل ويحكم على الشيء قبل أن يتأنى فيه وينظر...

نلاحظ من هذا الحديث الذي معنا أن الأشج عبدالقيس رضي الله عنه اتصف صفتين من الصفات الرائعة التي بها تحصل مدح الرحمن , فقد مدح الله سبحانه نبيه إبراهيم خليل الرحمن عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم في القرآن العظيم فقال : "إنّ إبراهيم لأواه حليم ". (3) وماخسر عبد حقّقت له مدح الله عز وجل ,  وليس المعنى أن هذين الصفتين خاصة بهذا الصحابي بل العبرة بعموم اللفظ لابخصوص السبب.

ناهيك كل هذا أنهما من صفات المولى فقد ورد في أماكن عدّة من التنزيل أن الله حليم بعباده منها : " واعلمو أن الله غفور حليم ". (4) , وقوله : "ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك عليها من دابة ". (5) والأيات في هذا المجال كثيرة .

من ثمرات الحلم والأناة :

أ- وسيلة إلى رضا الغفور المنان فقد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة يخيره من الحور العين ماشاء ". (6)
ب - هما دليل على قوة إيمان صاحبه وأنهما يحكمانه أثناء الإنفعالات ففي الحديث " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب". (7)
ج - بها تكسب المعادين فقد قال تعالى :" ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". (8)

أوصي المسلمين جميعاً بتأثر هذا الخلق الرفيع ولزومها في كل حين لنكن  جميعاً في واحة السعادة  , بهما اصلاح الأمة والبلاد عموماً , وبهما تنال إصلاح ما أفسدناه  خصوصاً  , كما تنال بهما كرامة الدارين اللهم وفقنا لما تحب وترضى .... آمين 



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



 (1) : صحيح مسلم \ باب الأمر بالإيمان بالله \  126
(2) : سورة الطّور \ 32
(3) : سورة التّوبة \ 114
(4) : سورة البقرة \ 235
(5) : سورة النّحل \ 61
(6) : سنن أبي داود \ باب من كظم غيظا \ 4779
(7) : صحيح البخاري \ باب ماجاء في الغضب \ 1613
(8) : سورةفصّلت 34



ليست هناك تعليقات:

كـافـــة الـحـقــوق محفـــوظــة لمــــدونـــة عبـــداللــــــــه كســــمــايــــو