مرحباً بكم أعزائي الكرام

مرحباً بكم أعزائي الكرام

عن قاريسا- حيث الشوق والحنين!.

0 التعليقات


جميلة هي الكتابة، عندما تلهمك بكتابة أسطر بسيطة بتعدادها كبيرة بمحتواها؛ لتعطيك الجرأة والإقدام في إبداء ماكان يتردد صداه في قلبك سنينا، تبرز بأعلامها المزركشة بمعاني الحبّ والإنتماء الحقيقي لبلدة ما؛ عساها تكون أنيسا في غربتي يخفف عنّي صدى الحنين والشوق الذي يتزايد فيّ بين الحين والآخر، وأهدافا سامية بين صرير أقلامي وحفيف أوراقي الى تلك البلدة التي صادفت زيارتي الأخيرة إليها قبيل المغرب وحين أشعة الشمس الحمراء ترسل سهامها الى الكون، ونجوم السماء تكاد تبدوا أثرها بوضوح بعد عودتي من رحلة المنافي والأماكن الوعرة التي أنحفت جسدي المنهمك بحفيف الغربة والذي يتغلب عليه –أحيانا- حبّه الجارف لتلك (البعقة المباركة) بعد تلك السنوات العجاف كسنين يوسف عليه السلام التي مرّت عليه في الغربة، تلك السنوات التي أصبحت ذكرياتها –فقط- منبع الألم والشوق الذي يفوق الخيال، الي قاريسا (مدينتي) حيث الشوق والحنين!.
في طريقي إليها كانت الأعشاب الصغيرة –التي تجيد الرقص على الرماد- والمصطفّة على جنبات الطريق الباهر بين العاصمة نيروبي وقاريسا، وتغريد الطيور علي أفنان الأشجار وظلالها الوارفة والتضاريس الخلابة، وأيضا الشعارات البراقة علي جنبات الطريق ورصيف الشوارع تهيج في داخلي مشاعرا من حرير!، قبل الأشجار الطويلة التي تنثر عبق الزهور وتخلق أجواء موغلة بالحب ومفعمة بنشوة الحنين وروحانية الأجواء، ويتسابق جريانها مع سرعة السيّارة التي ينساب عنها نهر الأغاني الكلاسيكية والرقصات الشعبية علي وقع الأوتار  والتي تنبش بذكريات شبابية باتت تندثر مع مرور السنين، وفي حين يصفون سرعتها بأنها تهدد حياتنا بالفعل إلا أنها كانت تبدوا لي بطيئة الحركة؛ لعل الشوق وطول الغياب عن أحضانها هو السبب الحقيقي!.
شعوري كان شيئا لايمكن بأن تصفه تلك الأقلام التي تتقطع أثناء الكتابة فضلا من السيّالة ذات الأشعة الحادّة  بل وكليهما يعجزان عن الإبانة والتعبير مهما حاول كاتبها بإبداء عضلاته الفتّاكة أمام الورقة، أستبعد المسافة فأكرر نظراتي الى ساعتي المتواضعة وكأنّي حكم لآخر دقيقتين لمباريات كلاسيكية بين أقوى فريقي كرّة القدم والتي يشاهدها رسميا أكثر من خمسة ملايين في أقطار العالم حسب الإحصائيات الأخيرة، (بين فريقي المفضل برشلونة التي يزينها حركات ميسى الساحر الأرجنتيني وبين عدوّها اللدود مدريد بوجود اللاعب البرتغالي رونالدو)،  أغمض عيناي على غفلة مني؛ لأحلم وأنا مستيقظ في دجى النهار، أتخيّل وأنا ألتحف زرقة السماء الباهتة فی قاريسا بعد غياب موجع طويل، أفتكر في إحدى أيّامها المشمس وأنا أندثر غمائمها كثوب فضائي يزين الأرواح قبل الأبدان، أرسم لنفسي -وأنا أمعن النظر بنظرة رمادية بالحدائق المصفطة على جنبات الطريق والتي تتلوّن كلوح سريالية- بعماراتها الشاهقة ومقاهيها التي تفوح عنها هواء نقيّة مسكية الريح وملامح زهريّة المنظر والجمال صمّمها مهندس أتقن بأعلام الزينة المبهر حتى أصبح تصميمها في منتهى الأبهى تدخل الحبور والسرور في القلوب قبل العيون، فيطير القلب ويسكن الى حارتهم قبل الجسد، هناك حيث الأمل ينتهي!.
تزامنت زيارتي باقتراب موعد الإنتخابات الرئاسية التي تعقد آنفا مع مطلع العام الجديد، والمدينة علي أهبة الإستعداد لإستقبال التغيرات المتوقعة، وكانت تبدوا بأنها حصلت رصيدا كافيا لبناء شوارعها والأماكن الحيويّة للمدينة أدّت الى أن تكون جميلة كيوم زفافها، ورؤساء عشائرها كانوا يجيدون العطاء والكرم على أمل من رعيّتهم أن يعودوا الى مناسبهم الشريفة مرّة ثانية بلامنازع؛ فباتت المدينة تزدهر بصورة ملحوظة، بل ويمكن القول بأنها كانت أحسن بكثير مما كانت عليه قبل رحيلي عنها الى شعب الغربة التي آلمتني ليصبح الأنين والعويل دأبا لي!، لاسيما الأمن فقد كان مستتبا جدا في مدينتي، ولا يشعر المرء فيها خوفا علي نفسه أو ممتلكاته من السرقة أو ما يكدر صفو حياته، يسهر مع خلّانه وأترابه في أبعد زاوية بالمدينة وينقلب من سمرة الليل في ساعة متأخرة من الليل لايخاف الا الله والحُفر من العثرة!، لايصدّق بحالها -الآن- من عايش مع تلك الأيّام التي أوجعتنا القوات المكافحة مع الشغب والشرطة وغيرهما إثر مداهمات حركة الشباب وتنفيذ هجمات دامية في مدينتي ضدّ أبرياء لاعلاقة لهم بالحروب البائسة التي تشتعل بين الطرفين!، فكان هذا هو الشيء الوحيد الذي أثلج صدري أكثر من غيره من الجمال والتقدم.
أحنّ إلى تلك  المنازل  كلما    **   غدا طائر في أيكة يترنم
بكيت من البين المشت وانني ** صبور على طعن القنا لوعلمتم!
(الحارث بن عباد)
في مسائها المشوب بعبير المسك وضحكاتي التي تبدوا بأنها أتنفس ما بداخلي من الوجع والأنين وثرثرتي العفويّة أمام (ماميتا الحبيبة) بدأت أداعب تراب حارتنا وكأنها تجدد بعلاقة حبّ أزليّ بيني وبينها بعد طول غياب وقطيعة لاترحم!، كنت أتفرج عمّا بداخلي حين التقيت مع فتيان المدينة وخيرتها في (فندق هلوقوا) لنشرب الشاي الصومالي بامتياز هناك ونبتسم سويّا لنعبّر مدى الإشتياق بيننا، وإن كانت الجلسة تشمل بزملاء نلتقي ولأول مرّة في حياتنا إلّا أنها لم تكن تفرق بين الغريب عليّ وغيره طالما تكيّفت سجيّتي مع سجيّتهم فورا وبدون مقابل أو تلميح، تلك الجلسة الرباعية الأبعاد كان الأديب والشاعر أحمد ولي شريف والصديق محمد عبدالرحمن -الضحاك الذي يشبه الرئيس حسن بامتياز في ضحكاته الغير محدودة وابتساماته التي تسحر العيون- في خطوط موازية بخطي الذي كان يشمل معي الصديق عبدالغني موغي -الذي يتغلب عليه التواضع رغم مافي قريحته من حكايات أدبية وأدلّة دينية وغيرها- فتجاذبنا أطراف الحديث الى ساعة متأخرة اضطررنا الى اختتام الجلسة المباركة لمشاغل كثيرة كانت تلاحقنا.
ولا أنسى أيضا بتلك الجلسة الميثالية التي ضمتني الى ساحة الزميلة والمربية حفصة محمود -التي لم تفقد بريقها الحضاري والتى احتوت بمعنى (الشقيقة) بأجمل حروفها التي يمكن أن يتصوره انسان من مشاعر صادقة من عطف وحنان وإيثار، هي كالسند والصديقة التي تحمل إسما مميزا ورونقا خاصا يترجم عن معنى المرأة المسلمة في العصر الحديث، ملهمة من الدرجة الأولى للمقبلين على قلعة العلم والأدب وموئلة تعرف مزيدا من المسائل الدقيقة للدين الحنيف حيث لم تزل تحافظ علي أصالتها وطابعها الصومالي العريق وتقاليدنا الشريفة-؛ لتكون الجلسة خماسيّة الأبعاد وكماكنت أحلم في أيام غربتي، فكانت استضافتها نکهة یومي وحبورا صافیا ومسراتا لا تنتهی بالفعل!.

ألم الرّحيل ودمعة الفراق !

0 التعليقات





في صباح يومٍ عاطرٍ  ذات جوّ معتدل مريح حيث  أشعةُ الشّمس ترسل سهامها علي الكون  لتحُسّ بي أنّ ظلامَ اللّيل الّذي طال ذيله عليَّ  قد كاد أن يرحل حقيقةً ، وأصبح وقت الفلق المحجَّل بالنّجوم المتلألئة وشيكاً , حينئذٍ لبستُ الملابس وتنعّلت لأُلحق السّابقين من طلبة العلم الفضلاء  والزّملاء النّبلاء ولأركب معهم القطار الّذي سبقوني إياه وأنهل من المعين الذي شربوا منه .

وكانت هذه الخطوات التي أخطو بها الى السّودان الحبيب تصاحبها دعاءٌ طاهرٌ من الأمّ الحنون التّي مازلت – حتّى اللّحظة -  أشخص البصر إلى قامتها وابتسامتها السَّاحرة وعيونها الحاذقة الصّافية   في صّباح الرّحيل ، وكانت نبضات قلبها يشمّرني  الى المضيّ قدماً واللّحاق بمن سبقوني  من الأقران والخلّان وكانت –هي - تتصبّر  على فراق ابنها ويصعب عليها  أن تودّع فلذة كبدها والبيضة التّى تحرص بحفظها وتخاف عليها من الرّياح الخفيفة فضلا عن العواصف العاتية والرياح الصَّرصريَّة .

أمسكتْ يَديَّ برفقٍ وحنانٍ مصافحةً ومقبّلةً  بهما تقبيل الحبيبة لمحبوبها القادم من رحلةٍ بعيدةٍ بعد بينٍ وفراقٍ طويل ، ولاشكَّ أنّها كانت ساعة ثمينة بالنّسبة لي ولحظة محظوظة حيثُ تمنّيت ذاك الحين أنّ تكون  هناك كاميرا خفيّة تسجّل لترافقني مشاهدها  في زمان الغرْبة  ووقت البعد عن الأهل والأحباب ، وبدون مبالغةٍ منّي  أنقل لك الحقيقة وأصفه لك من فيضِ كلماتي ، وتخيّل معي  لحظةً لو كنتَ – أنت - في ذاك الموقف كيف يكون شعورك ؟!!!.

نعم... طفقت عيناي تذرف دموعها الحارّة  لما فعله الفراق في القلوب ، وكانت أطراف أصابعي حينئذٍ  تتسابق إلى يديها الكريمتين وشفتاي تقبل قُبلة الوداع بين الوالدة وولدها البارّ  لها ، وجادت عيناي بدموعٍ تجري كالنّهر الجاري والعين الفيّاضة ، وبدأَتْ كلماتها الجذّابة مودّعةً فنظمت لي العديد من الوصايا الثّمينة  والعهود الموثوقة بالأيمان ، مختتمةً بكلامها أن تكون تلك الوصايا النّبيلة محفوظة في البال ، وكنت أستمع حينها بكل جوارحي وأسّطر كلماتها الدَّافئة في أعماق قلبي وأردفتْ مقولتها بكلماتٍ تسأل الله سبحانه وتعالى بأن يحفظني دائماً وأبداً .

وبعد المعانقة الطّويلة و تقبيل خدّها البارق انعطفتُ ومشيتُ تجاه الرَّكب الرّاحلين حاملاً بحقيبتي المملوءة بهدايَا الأمّ وعطاياها الممتعة التى أصبحت مذَّكرةً بالأم وأنساً  في السّير  ، وكانت قبل الوداع  تجاذب معي أطراف الحديث أحياناً  وكأنها تحكي للنّاس  أنّني غريب وحديث عهدٍ بالدّنيا !.

أما أنا فقد امتلأت روحي بشوقٍ وحنينٍ إلى أرض العلم والمعرفة فتوجَّهت نحوها بعد أن مكثت في نيروبي أيّاماً كانت مهمّتها تحصيل تأشيرة الدّخول ومتطلَّباتها ، وفي صباح ذالك اليوم الّذي وصفت لكم جوَّه وهدوئه  طارت بنا الطّائرة وهديرها يدوي في أذني امَّا قلبي فمشغول بكلماتِ أمّي ، وتذلّلت ذيولها مدبّرةً من نيروبي  ومقبلة إلى السّودان الشّقيقة ، وكنت في ذاك الحين متشوّقا و متحمّساً بوصولها وكلُّ أملي أن  تسرع بنا الطّائرة ونتجاوز الأميال  لنصل  سماء الخرطوم بأسرع وقت وأقصر مدَّة .

 وبعد ثلاث ساعات – تقريباً - من بدء الطيران وصلناها بأمانٍ وسلامٍ ، وكانت الرّياح حينئذٍ تهبُّ من الجهة الشّرقيّة حاملةً بهمسات الأصدقاء في بقعة المطار  ومنبّهةً عليّ بأنّ لسان حالهم يقول : (ليته نزل منها وهي تطير لنقبّله لحظةً لأنّنا لانستطيع بانتظار نزوله) ، نزلنا منها حامدين بربّنا سبحانه وتعالى  لحمايته لنا أثناء الطّيران وخلال الرّحلة  فاطَّلعت جميع أجواء المطار الدّولي لعاصمة  السّودان – الخرطوم - وكأنّه يحكي لنا بأنّ فرحةً تغمره وأنَّ ضيوفه محظوظون بترحيبه ، فانتقلنا إلى داخله وفوجئت بثغور أصدقائي  الطيّبة مبتسمين حتَّى بدأت نواجدهم بضحكانهم  وكانوا رهطاً  كثيفاً مردّدين بكلمات الترحيب (أهلاً بمن اشتاقت العين لرؤيته ولمن وسعت القلوب لترحيبه ) .

عانقتهم واحداً واحداً , وقبّلتهم شاكراً  لهم بانتظارهم الطّويل لقدومي ، وأنا هنا بالمناسبة أشكر الزّملاء الطّيّبين من ذوى المروءة الّذين بذلوا بكلّ طاقتهم لأجلي فأنا مدين لهم ، وسأكون ذاكراً ذلك دائماً وأبداً ، كما أشكر كل من ساهم بتسهيل تلك الرّحلة وعلى طليعتهم الخال الموقَّر  الدّكتور حمزة شيخ عبده حاج عمر فشكراً لكم جميعاً ياأهل الخير جزيتمُ .... من الجنة العلياء خير المراتع .

وقبل نقطة الختام أُحقّق لقارئ المقال أن السّودان الشّقيقة ليست كما تُوصف بأنّها ارضٌ وعرةٌ قفرةٌ تصعب الحياة فيها وأنّ حياتها كئيبةٌ لئيمةٌ وأنّ قاصديها يتعرضون  لأخطار جسيّمة  منها الحرارة الشّديدة وسوء التَّغذية  !.

وبالمناسبة كنت ممّن تلقّوا تلك الفكرة  السّيئة على ألسنة البعض فكنت  خائفاً تماماً بإمكانيّة الحياة في السّودان ممّا أدّى أن أتزوّد من حقيبة الامّ الحنون متطلّباتَ الحياة لمدّة خمس سنين - والتّي سأمكث هنا - كالملابس ونحوها !.

نعم ... هكذا يتصّور كلّ طالب من بلادنا  يعزم الرّحيل هنا لأنّ هذه التلبيسات فاشيةٌ في مجتمعنا ولكن بكلّ  أمانة أؤكد  : بأنّ الوضع الحقيقي الّذي رأيته في السّودان الشقيقة هو العكس تماماً - بكل ماتحمل الكلمة من معاني - مع أنّي أُقرّ  بأن حرارتها شديدة في بعض الأوقات لكنّها ليست كما يوصف البعض ، وأغتنم من هذه الفرصة أن أحرّض كل طالبٍ يريد أن يحقّق مآربه أن لايتخوّف الوصول هنا بتلك الخزعبلات الخمجيّة  كما أوكد مرّةً ثانية أن الحياة هنا مريحةٌ جداً مع أنّها تحتاج دائماً إلى ثقةٍ وعزمٍ متين  .


رحلة ممتعة !!!

0 التعليقات





عزمت أن أسطّر مارأت عيني وشاهدتها بعد أن سألني ثلاثة من  أصحابي الأعزاء بكتابة هذا المقال وليس المعنى أنه سيضمن مالم يُسمع من قبل , نعم إضافة إلى ذالك إنما هو بمجرد ملاحظات خاصة وهي إحدى  أسفاري العادية وبدأت السير من مدينة قارسا – عاصمة إقليم \ شمال شرق كينيا - صباح الجمعة اليوم الرابع من شهر يوليو على متن سيارة  كمُلت فيها احتياجات المسافر ومتطلباته .

وفيما نحن على متن السيارة بعد ساعة منذ بداية السفر فُوجئنا  بإحدى دبابات الجيش الكيني الذين استعدوا بتحقيق الأمن والقرار وطلبوا منا ماكانت تقتضي عمليتهم التفتيشية وتمت ولله الحمد على سلامة , واصلنا السير وكنا على متن طريق مصقول تظنّ أنه السجنجل الصافي ممّا ساعدنا على وصول مآربنا بسهولة .

وبعد ستّ ساعات منذ بدئه وصلنا العاصمة الكينية \ نيروبي – رمز الحضارة والتقدم –  أقمنا فيها ثلاثين دقائق فقط استفدنا منها تغذية أحد أطفالنا ممّن لم يبلغ الحلم وكنا صائمين ,  توجهنا - نحو الهدف - إلى إحدى المذن الأقصى من هذه الدولة  وبعد إثنتى عشرة ساعة وصلنا مدينة نمانغو بسلامة وإليكم موجز من أبرز مارأيت فيها .

تعريف نمانغو :  إحدى المذن الكينية الواقعة في طرف الحد بين كينيا وتنزانيا المجاورة وهي تابعة لمناطق كجاطو يحد من جهة الشمال جبل اسمه أوركنغو ومن جهة شمال الشرق العاصمة ومنطقة كجاطو ومن الغرب تنزانيا وهي على بعد مسافة 110 كم  من العاصمة الثانية لدولة تنزانيا واسمها عروشا  ويحد من الجنوب أراضي بدوية .

ويسكن فيها عدد هائل من المسيحيين والوثنيّين  –وهم الأغلب-  كما يعيش فيها عدد ليس بقليل من المسلمين معظمهم  من أصول صومالية  , وهناك سراع  كثيف بين هذين الفريقين  كل منهما يباري الآخر نشر دعوته لكن المسلمين الذين يقيمون هناك –حسب ماذكر لي- ليس لهم دور كبير في نشر الدعوة وتبليغها لغيرهم , بالمقابل للمسيحيين دور كبير في نشر دعوتهم الضالة تراهم يكلفون بأنفسهم مالايطيقون بأن يستيقظو أتباعهم  بكرة وبدء صُراخهم التكلييفية والتعنتيّة  وفي بعض الأحيان يتعرضون للشوارع لكنها قليلة وعدد كنائس المدينة ثلاثون كنيسة  تقريبا بينما عدد المساجد ثمانية فقط  .

وكان ذاك الوقت تتعرض بإحدى طرقها البناء والإصلاح  ليسهل المرور فيها وكان الهدف الثاني بناء سوق كبير  يربط تجارة بلدان شرق إفريقيا  ولكن معظم طرقها وعرة جدا لايستطيع الكهول أن يمشي  خلال لياليها الحالكة إلى أقرب مكان إليه إلا باستعمال المضيئات لوعرتها .

وهي مدينة آمنة جدا فما التفت مُقلتي أثناء إقامتي فيها  واحد جندي كيني يطلب من الآخرين البطاقة الوطنية الشرعية اللازمة على المواطنين ويستطيع المواطن جولان طرقاتها ليلا مع الأدوات الهامة كالهاتف وما إلى ذالك .

ومن ناحية الكهرباء أخبرني بإحدى ساكنيها بأنها حصلت الكهرباء خلال سنة 2004م وهي موجودة طول الليل والنهار ولكن في بعض الأحيان قد يُفقد  .

تعتمد ماؤها بمصدرين هامين :

 الأولى : عين تنبع  من جبل أوركنغو الشمالية عبر أنابيب صنها الإستعمار الإنجليزي قبل 54 سنة تقريباً .
الثاني : إحدى الآبار التي حفرتها جمعية إسلامية ويتوفر هذا الماء لسبعين بيتاً تقريبا لكن لايستعمل للشرب .

وفيها عدد من المدارس الحكومية والأكادمية من أبرزها :

1 – مركز دار الفوز (أكادمي)
2 – مركز نمانغو الإسلامي (أكادمي)
3 – مركز الفرقان الإسلامي (أكادمي)
4- مدرسة نمانغو الإبتدائية والثانوية (حكومي)

ويعتمد إقتصادها الصرف والتجارة وقد أُبلِغت أن إحدى ساكنيها قد بدأ الصرف فيها قبل سنتين ومع ذالك استطاع أن يبني قصراً مشيداً في قارسا وهذا مما يدل علي نفعها .

القبائل الساكنة فيها :من الصوماليين :

1 – غرّي وهم الأكثر
2 – أوغادين
3 – دغودي ومرنلي
4 – وعدد قليل من قبيلة مريحان وكذا مجيرتين
غير الصوماليين :
1 – كيكويو
2 – مكانبا
3 – جلوا

المحافظات التي تحتويها :

1 – مجينغو
2 – أوركنغو
3 – مليماني
4 – إسلي

ومن أبرز ماتعجبت فيها : أن قبيلة مساي الساكنة في تلك  المدينة تعتقد أن البقر كلها هبة ومنحة من الله لهم والأبقار التي تملكها الآخرين إما من باب غصب أو أنهم ملكو وهي لُقطة ، وكذالك تعتقد أن العفيفة منهم هي الحالقة شعرها والزانية هي التي تتمتع بشعرها الكثيفة .

ناهيك من العجائب كل أفراد هذه القبيلة قد غيرو آذانهم بتكوير القسم الأدنى من الأذن وكأنها دائرة وبعض من المسلمين الذين ينتسبون إلى هذه القبيلة يعانون بهذه العادة بعد إسلامهم .




كـافـــة الـحـقــوق محفـــوظــة لمــــدونـــة عبـــداللــــــــه كســــمــايــــو