مرحباً بكم أعزائي الكرام

مرحباً بكم أعزائي الكرام

وراء سراب المساواة دائما!.

0 التعليقات


يبدو من قراءة المشهد السياسي الإمريكي -عبر نافذة الإنتخابات الرئاسية التي جرت بالأمس القريب- أمورا هامة يجب أن نضعها بين نصب عيوننا وأن نسجلها في صحائفنا كي لا تمر بحارتنا مرور الكرام وبدون إبداء أية ملاحظات يجب إبرازها فورا، أهمها المساواة الجنسية التي كانت تطبّل الحكومة الإمريكية بحمايتها وووضعها موضع الإعتبار بل وقد قامت الدنيا لأجلها دهور مضت لاتحتاج الى تذكير!، وإن كان الإفريقيون –بما فيهم الصوماليون- هم الأكثرية الذين اغترّوا وضلوا وراء هذا السراب الواضح في حجيّتهم بالسماح للمرءة بإدارة كافة أروق الحكومة الإفريقية!.
مايبعثني بكتابة هذه السطور هو ليس لأنني امريكي الأصل أو انسانا يهتم بالسياسة الإمريكية بل وقد عُرفت في الفترات الأخيرة بالتحري الشديد عن كتابة المقالات السياسية وحتى الصومالية؛ لأجل حاجة أجدها في نفسي، فضلا عن الأمور التي لاتتعلق بحال الصومال وأهلها، وإنما جاءت سطوري هذه من زاوية أخرى قد يمكن القول بأن لها علاقة وطيدة –نوعا ما- في قضايا أمتى –المنكوبة- السياسية الحرجة، وقد لاحظت فيها أثناء متابعتي بالإنتخابات الامريكية عبر المواقع الإجتماعية غصبا عني، وهذه العلاقة هي ذاك الحدث الذي مرّ علينا قبل شهر ونيف في قضية (الكوتو للمرءة الصومالية) والتي أثارت ضجّة كبيرة بيننا، وأتذكر أن شريحة هائلة من المثقفين كانوا يغردون في الفيبسوك -بين عشيّة وضحاها- بأن الصوماليين –هم- بأمس الحاجة في تطبيق الديمغراطية في هياكل الحكومة المركزية وامتناع مايسمونه الرجولي في المراكز الهامة للدولة، وأن يخطوا الى الأمام بخطوات ثابتة نحو التعايش والمساوات التي حققت الدول الغربية كإمريكيا، وقد أعطوا القضية أكبر من حجمها لتضخيم القضية أكثر مما تستحق وإثارة العداء وزرع الضغينة بين العلماء الذين علّقوا في قضية المرءة الصومالية مؤخرا!، بغض النظر عن الأدلة الشرعية التي تحذر عن تولية المرءة بمنصب رفيع!.
ترامب -الذي يجاهر بعنصريته وعدائه الجليّ تجاه الأقليات وطرد أكثر من 2مليون ونيف من المهاجرين -وأكثريتهم مسلمون- قبل فوزه بالإنتخابات الإمريكية -رئيسا- لم يكن يستأهل بمنصب رفيع كهذا؛ ليس لأنه مشحون بمزيد من العنصرية والكراهية والوعيد المطلق وفقط، بل لأنه لم يباشر بعمل سياسي قبل تلك اللحظات المصيريّة التي أتاحت له الفرصة بأن يستغل من خصمه الأنثوي التي لم تجد فرصة لإبداء أجنديّاتها المتعددة والتي تبدوا بأنها أكثر انفتاحا وقبولا من أجنديات الرجل الذي عرف فيما بعد (بالرجل المجنون)؛ هي فقط قوميّة الرّجال الأمريكيين البيض التي لم تحظ نساؤهم البيض بالمواطنة إلا بانتزاع حق التصويت في عام 1919م فضلا عن السود الذين مازالت مواطنتهم بين فكي كماشة بين الحين والآخر، ومن هنا يبدوا أن المجتمع خياليّ الديمغراطية!.
والغريب في القصة أن الأغلبية الساحقة كانت مع (الرجل المجنون) ليصبح وبوقت وجيز منذ بداية الإنتخابات رئيسا لأكبر وأقوى دولة في العالم ليديرها حيثما تشتهي هواه، وكشفت الإنتخابات الإمركية بالترّاهات التي كانت تدّعي امريكيا العظمى في سعي المساواة بين الجنسين، ولكن الواقع قد يكذب بما قيل من قبل أحيانا!، وثمّة خيوط عريضة لايمكن إغفالها أهمها؛ لم -ولن- يحكم امريكا امرأة خصوصا في كل من وزارة الدفاع والرئاسة (البيت الأبيض)؛ لأنهم يدركون جيّدا أن توليتها لأيّ منصب رفيع لن ينتج شيئا وان ادعوا كثيرا بما سيبطل حقيقته من أول مقارنة جذرية بين ما تقوله الألسن وماتصدفه الأفعال!، ولكن المفارقة العجيبة هو أن كثيرا من الأفارقة اغترّوا وراء هذا السراب الذي لامحل له من الإعراب، بل وقد أصبحت (المرأة) في القارة السمراء عموما -وفي وطني خصوصا- الفتيلة الأكثر شعلة ولهيبا إذا جاء الحديث عن من يقود الأمة ومن يستحق أن يسودها إلى بر الأمان والإزدهار!، وأكثر المقارنات التي يحتجها كثير من الطرف الآخر هو فقط الديمغراطية التي سنحت فرصة ب(الرجل المجنون) فضلا عن المرأة التي أصابها الإحباط عن مسيرتها السياسية!.
ومن هنا يجب أن ندرك أن الديمغراطية التي نطبّل لأجلها بين عشيّة وضحاها ماهي إلا التي نعرفها بالتجربة لا بالقيل والقال، هي فقط تلك التي كانت تفضل –قديما- بفصل الدين عن الدولة ومنع رجال الدين في إبداء أيّة ملاحظات تجاه الدولة؛ ليعطى كلّ ذي حقّ حقّه ومستحقة ولزرع الشكوك بيننا وبين العلماء الذين نراهم من زاوية بعيدة مغمضي عيناهم إذا برز تعليقهم الى السطح حول قضيّة سياسيّة ما، هنا يجب أن نتعلم شيئا –وان قلّ- من الإنتخابات الإمريكية بأن الشعوب الغربية تدرك تماما بأن لن تتطور بقيادة المرأة بل وقد اضطروا بانتخاب ترامب المجنون آملين منه شيئا مستحيلا في قاموس المجانين فرار عن تولية المرأة بمنصب رفيع فقط لا أكثر!.

كـافـــة الـحـقــوق محفـــوظــة لمــــدونـــة عبـــداللــــــــه كســــمــايــــو