عزمت أن أسطّر مارأت عيني وشاهدتها بعد أن سألني ثلاثة من أصحابي الأعزاء بكتابة هذا المقال وليس المعنى أنه سيضمن مالم يُسمع من قبل , نعم إضافة إلى ذالك إنما هو بمجرد ملاحظات خاصة وهي إحدى أسفاري العادية وبدأت السير من مدينة قارسا – عاصمة إقليم \ شمال شرق كينيا - صباح الجمعة اليوم الرابع من شهر يوليو على متن سيارة كمُلت فيها احتياجات المسافر ومتطلباته .
وفيما نحن على متن السيارة بعد ساعة منذ بداية
السفر فُوجئنا بإحدى دبابات الجيش الكيني الذين استعدوا بتحقيق الأمن
والقرار وطلبوا منا ماكانت تقتضي عمليتهم التفتيشية وتمت ولله الحمد على سلامة ,
واصلنا السير وكنا على متن طريق مصقول تظنّ أنه السجنجل الصافي ممّا ساعدنا على
وصول مآربنا بسهولة .
وبعد ستّ ساعات منذ بدئه وصلنا العاصمة الكينية \
نيروبي – رمز الحضارة والتقدم – أقمنا فيها ثلاثين دقائق فقط استفدنا منها
تغذية أحد أطفالنا ممّن لم يبلغ الحلم وكنا صائمين , توجهنا - نحو الهدف -
إلى إحدى المذن الأقصى من هذه الدولة وبعد إثنتى عشرة ساعة وصلنا مدينة
نمانغو بسلامة وإليكم موجز من أبرز مارأيت فيها .
تعريف نمانغو : إحدى المذن الكينية الواقعة
في طرف الحد بين كينيا وتنزانيا المجاورة وهي تابعة لمناطق كجاطو يحد من جهة
الشمال جبل اسمه أوركنغو ومن جهة شمال الشرق العاصمة ومنطقة كجاطو ومن الغرب
تنزانيا وهي على بعد مسافة 110 كم من العاصمة الثانية لدولة تنزانيا واسمها
عروشا ويحد من الجنوب أراضي بدوية .
ويسكن فيها عدد هائل من المسيحيين والوثنيّين
–وهم الأغلب- كما يعيش فيها عدد ليس بقليل من المسلمين معظمهم
من أصول صومالية , وهناك سراع كثيف بين هذين الفريقين كل منهما
يباري الآخر نشر دعوته لكن المسلمين الذين يقيمون هناك –حسب ماذكر لي- ليس لهم دور
كبير في نشر الدعوة وتبليغها لغيرهم , بالمقابل للمسيحيين دور كبير في نشر دعوتهم
الضالة تراهم يكلفون بأنفسهم مالايطيقون بأن يستيقظو أتباعهم بكرة وبدء
صُراخهم التكلييفية والتعنتيّة وفي بعض الأحيان يتعرضون للشوارع لكنها قليلة
وعدد كنائس المدينة ثلاثون كنيسة تقريبا بينما عدد المساجد ثمانية فقط
.
وكان ذاك الوقت تتعرض بإحدى طرقها البناء والإصلاح
ليسهل المرور فيها وكان الهدف الثاني بناء سوق كبير يربط تجارة بلدان
شرق إفريقيا ولكن معظم طرقها وعرة جدا لايستطيع الكهول أن يمشي خلال
لياليها الحالكة إلى أقرب مكان إليه إلا باستعمال المضيئات لوعرتها .
وهي مدينة آمنة جدا فما التفت مُقلتي أثناء إقامتي
فيها واحد جندي كيني يطلب من الآخرين البطاقة الوطنية الشرعية اللازمة على
المواطنين ويستطيع المواطن جولان طرقاتها ليلا مع الأدوات الهامة كالهاتف وما إلى
ذالك .
ومن ناحية الكهرباء أخبرني بإحدى ساكنيها بأنها
حصلت الكهرباء خلال سنة 2004م وهي موجودة طول الليل والنهار ولكن في بعض الأحيان
قد يُفقد .
تعتمد ماؤها بمصدرين
هامين :
الأولى
: عين تنبع من جبل أوركنغو الشمالية عبر أنابيب صنها الإستعمار الإنجليزي
قبل 54 سنة تقريباً .
الثاني : إحدى الآبار التي حفرتها جمعية إسلامية
ويتوفر هذا الماء لسبعين بيتاً تقريبا لكن لايستعمل للشرب .
وفيها عدد من المدارس
الحكومية والأكادمية من أبرزها :
1 –
مركز دار الفوز (أكادمي)
2 –
مركز نمانغو الإسلامي (أكادمي)
3 –
مركز الفرقان الإسلامي (أكادمي)
4-
مدرسة نمانغو الإبتدائية والثانوية (حكومي)
ويعتمد إقتصادها الصرف والتجارة وقد أُبلِغت أن
إحدى ساكنيها قد بدأ الصرف فيها قبل سنتين ومع ذالك استطاع أن يبني قصراً مشيداً
في قارسا وهذا مما يدل علي نفعها .
القبائل الساكنة فيها :من
الصوماليين :
1 –
غرّي وهم الأكثر
2 –
أوغادين
3 –
دغودي ومرنلي
4 –
وعدد قليل من قبيلة مريحان وكذا مجيرتين
غير الصوماليين :
1 –
كيكويو
2 –
مكانبا
3 –
جلوا
المحافظات التي تحتويها
:
1 –
مجينغو
2 –
أوركنغو
3 –
مليماني
4 –
إسلي
ومن أبرز ماتعجبت فيها : أن قبيلة مساي الساكنة في
تلك المدينة تعتقد أن البقر كلها هبة ومنحة من الله لهم والأبقار التي
تملكها الآخرين إما من باب غصب أو أنهم ملكو وهي لُقطة ، وكذالك تعتقد أن العفيفة منهم هي الحالقة شعرها
والزانية هي التي تتمتع بشعرها الكثيفة .
ناهيك من العجائب كل أفراد هذه القبيلة قد غيرو
آذانهم بتكوير القسم الأدنى من الأذن وكأنها دائرة وبعض من المسلمين الذين ينتسبون
إلى هذه القبيلة يعانون بهذه العادة بعد إسلامهم .
بقلم : عبدالله كسمايو
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق