مرحباً بكم أعزائي الكرام

مرحباً بكم أعزائي الكرام

يوماً في رحاب الزّميلين !





في أثناء رحلتي السّياحيّة إلى حدود كينيا مع تنزانيا ، وخصوصاً قريةٌ صغيرةٌ تربط بين البلدين والتّي تسمّى ب (نمانغو NAMANGA )      إذ اتّصل بي الزّميل الكاتب والدَّاهية في زمانه السيد كمال الدّين شيخ محمد عرب مخبراً بي : ( أنّني سأكون على ضيافته يوماً قبل رجوعي إلى مأوى الأمّ الحنون  قارسا  حيث كنت عاملاً ومقيماً هناك ، وذلك بمناسبة عرسه الَّذي كان حديث عهدٍ آنذاك ، وأنّه أيضاً سيشهد في تلك البقعة المباركة زميلي الموقّر والكاتب النَّبيل عبدالسَّلام شيخ يوسف علي طوح ) ، وبعد انقطاع المكالمة مع رفيقي كمال بدت ملامح وجهي تنير ؛ وكأنّها تحكي للنّاس الخبر الذي جرى بيننا.

فعلاً كنت مشتاقاً بتلك الجلسة ، والتّى ستجمع الزّملاء الذين لم تكتحل مقلتليهم بمثل تلك الجلسة سنيناً طوالاً ، وكنت معتقداً بسبب تلك الجلسة أنَّ العاصمة الكينية – نيروبي – ستكون ك (كسمايو ومقديشو وووو... الخ )، لملاقاتي مع رفيقيَّ ، فامتدَّ بي الزمن للشَّوق والحنين باللقاء معهم ، وكان كلّ أملي أن يُطوَّق شريط الوقت طوقاً لوصول ذاك الموعد فوراً وبأقصر مدّة ! .

بعد رجوعي من تلك القرية الصّغيرة وأثناء زيارتي  بنيروبي ، إلتقيت فجأة وبلا موعد سبقَ الزَّميل كمال مبتسماً ومقبلاً بي على أحد أطراف شوارع إسلي ESLEIGH - بنيروبي ، والتّي تكثر فيها الجالية الصّوماليّة ، وبعد المعانقة الجميلة التّي تُوضح الصَّداقة بيننا اتّفقنا بعقد الجلسة الموعودة بعد يومين في بيته ، فواصل السّير .

وصلنا الموعد بيمن الله ورعايته ؛ فبادر كلٌّ منَّا بالإتّصال مع الآخر شوقاً لعقد تلك الجلسة الشَّريفة ، ولكن فُوجئت بالحزن الشديد إذ خمد نور الهاتف لأنّ البطاريّة كانت ضعيفة سابقاً ، وخطر على بالي بأن هذه الحالة ستعتبر مُضيعة لتلك الفرصة والتّى قلّما يوجد ، وأسرعت بتشحينه وتشغيله ليكون الإتّصال معي سهلاً  .

وما إن مكثتُ مدّة طويلة إذ اتّصل بي حبيبي ورفيقي كمال وأخبرني بأنَّه قائمٌ أمام المبنى المعروفة لدى أهل نيروبي ب (إسلي مول  ESLEIGH MALL) ، ولم يكن يعلم صاحبي أنني في الطابق الرَّابع من ذاك المبنى نفسه ، فنزلتُ عنها ثمَّ عانقته ، فبدأنا نخطوا الخُطى السريعة نحو منزله ، وكان الزّميل عبدالسلام مشغولاً بأشياءٍ ربما ليست ضرورية بذكرها خلال هذه السطور ، فتأخّر عنّا دقائق ليتفرّغ بمشاغله  .

وبعد أن أصبحتُ متَّكأً على المكان المُهيّأ للجلوس ، نُسِيتُ بأنّي كنت ضيفاً ، وخُيّلت بأنّني العروس نفسه وأنّ رفيقي بمنزلة ضيفٍ لي ؛ فأسرعت بتفتيش الكمبيوتر والتّصرف  ببعض الأشياء الموجودة هناك ، وربما كان سبب هذا الصَّداقة المتأصّلة بيننا  .

طلع علينا الزّميل عبدالسلام قادماً من الخارج وكان انتظاره قد طال بنا حقيقةً ، فنهضنا لمعانقته وترحيبه مسرورين برؤيته ، وما إن جلس صديقنا حتى تفوَّه بالحكم والأمثال المكنونة في قريحته وكنت حريصاً آنذاك بادخارها حتّى لايفوتني حرف واحد .

قُدّم الغذاء... فكانت هي هي ... ولاتستطيع العبارات بوصفها ، ولو حاولت بهذا لانقلبت خائباً ، ولا شكّ أنّ الكلمات ستنفذ ولم أصف كما كانت ، وأقلّ عبارة أقول عنها : (كانت ضيافة سخيٍّ لايبالي بتدخير ماله ) ، ولقد أجهد سيدنا كمال نفسه وأحسن الضّيافة حقّاً  .

و اتَّجهنا بعدها إلى أماكن التَّصوير لنلتقط بصورٍ تذكاريّة ، فكانت هذه الصورة التي بين أيدينا محظوظة بأن كانت هي الملتقطة لتعيد في ذاكرتنا ذاك المشهد الرائع والمصحوب بالمشاعر الجميلة ، وامتازت بأن تكون تذكارية واتّفقنا بأن يتشرّف بنشرها عبر الفيسبوك حبيبنا الغالي كمال فكان أوان نشرها (31-يوليو 2014) والساعة كانت تشير( 7:19pm ) كما يبدوا في أعلى الصورة ، فوصفني بأنّني نشيط وصاحب همّةٍ عالية ولكن الحقيقة أن هذه الصّفات الشّريفة هي التى بها امتاز بها صاحبي عن أقرانه وخلّانه  .



ليست هناك تعليقات:

كـافـــة الـحـقــوق محفـــوظــة لمــــدونـــة عبـــداللــــــــه كســــمــايــــو