بدأ
الأمن الكيني يتدهور تدريجياً منذ ان اعطت الحكومة الكينية جيوشها الضوء الأخضر بدافع الذود عن
الوطن، والقضاء على الخطر الذي يهدد أمن الوطن وهو حركة الشباب المتشدده التي برزت كجزء من
ظاهرة المحاكم االإسلامية، وكانت الحركة تسيطر معظم الجناح العسكري للمحاكم
الإسلامية فخاضوا معارك عنيفة مع الدولة الصومالية التي اسست في قرية امبجاثي من ضواحي نيروبي وتم
انتخاب المرحوم عبدالله يوسف أحمد كرئيس للحكومة الإنتقالية التي كونت من زعماء
الحرب الذين كانوا يسيطرون جلّ الأقاليم الصومالية آنذاك.
وتميّزت حركة الشباب عن غيرها بقساوة الفكرة، وشدة الحكم وشذوذ
المعتقدات، فكانت الحركة تنظر بعين التهديد والتخويف
نحو كل من أنكر أفعالها المبنية بالعنف والتشدد، بينما كانت تمارس دائماً في تخلص
حياة كل من سوّلت له معارضة أميرها المغتال؛ مماأودى بحياة جزء من نخبة زعمائها
بعد تمردهم ببعض قرارات زعيمهم كإبراهيم الأفغاني ومعلم برهان وابومنصور الإمريكي
الذين اغتالتهم زبانيّة الحركة قرب مدينة براوي الواقعة في اقليم شبيلي وذلك بعد
إصدار تقريرها المشهور الذي سمته بـ (هذا
بلاغ للناس) والذي بدا كتحذير لهؤلاء المغتالين، وظلّ بعضٌ من زعماء الحركة يستبدون
للحكم وينفردون دون زملائهم في الساحة؛ إذ كان غودني المغتال - في يوم الإثنين
الواحد من سبتيمبر 2014 قرب مدينة براوي-
عنصرا نشيطا في الحركة وقائداً مسيطرا وعضواً فعالا بل كان عمودها الفقرى، وقد
أعلن غودني قبل اغتياله بوضوح أن الأمن الكيني سينزلق إلى مستنقع الفوضى إن لم
تتوقف كينيا بتدخل الولايات التى تسيطر الحركة، وبعد تلك اللحظة الفارقة خططت الحركة مخططات جديدة للقيام بردود أفعال شنيعة،
وتحويل المعركة إلى عقر دار الكينين، لإجبارهم بسحب قواتهم من الجنوب.
وضاعفت
حركة الشباب العلمليات التي أفزعت البلد وأربكت
المواطنين ، ففي 21 من سبتيمبر 2013م هاجم عناصر من الحركة مركز تسوق ويستغيت
وسيطرو عليه لمدّة أربعة ايام وقتلوا في داخل المبنى 67 شخصاً وأصبح الهجوم ضربة قاصمة للاقتصادي الكيني، وكما
ذكر للصحفيين أحد الذين نجوا من داخل المبنى: "إن بعضاً من العناصر المسلحين غيّروا
ثيابهم في داخل المبنى وتسللوا إلى الخارج في حين كان الجيش الكيني مشغولا بانقاذ المتضررين
من صفعة حركة الشباب التى لاتبقى ولاتذر"، وتتابعت عمليات الحركة ضد الكينيين
الذين استهدفتهم الحركة بسبب معتقداتهم الدينية لا انتماءاتهم السياسية واستمرت الهجمات بوتيرة متصاعدة وبخسارة فادحة أشد من ذي
قبل وقد ركّزت الحركة بعضا من المناطق الكينية كــ (لامو وقارسا ووجير
وممباسا).
وبعد
مقتل قائدها الروحي غودني تولّى زمام
الحركة أحمد ديريي الذي أوصى غودني بأن يكون خليفة بعده ويذكر أن موقف الرجلين
متقارب جداً وخصوصا الجوانب العسكرية ومواجهة أعدائهم وتشكيل خلافة إسلامية تظل
القرن الإفريقي ممتدّة إلى أقصى بقاع الأرض، فبدات الحركة توجّع أعدائها بالهجمات
الدائمة والمفاجئات الموجعة، ففي مطلع شهر دسيمبر من السنة الماضية نفذت جماعة من
حركة الشباب المتشددة - ثأراً لزعيمها المصروع - بمجازر شنيعة في منديرا قرب الحدود
الصومالية وراح ضحيتها بضع وستون من غير المسلمين والذين كانو متجهين نحو العاصمة الكينية
بعد عودتهم من عملهم ومعظمهم كانو يدرسون المدارس الحكومية في القرى التابعة
لمنطقة منديرا الحدودية، بينما كان البعض الآخر يعملون من منجم يستخرج منها أحجار
البناء، وقد ميّزت جماعة الشباب المسيحين عن المسلمين وقد تمّ ذلك بعد سؤالهم بعدة
أسئلة تتعلق بالقرآن كالفاتحة وغيرها.
ولم
تتوقف المجازر بهذه فحسب ففي 2 أبريل من هذه السنة تبنت الحركة الهجوم الدامي الذي
استهدف بجامعة قارسا ويعدّ هذا الهجوم من أعنف
الهجمات التي تلقتها كينيا من قبل حركة الشباب وأسفر عن مقتل 150 طالبا
وطالبة وأساتذة لجامعة قارسا، وأكد علي طيري المتحدث الرسمي لحركة الشباب المتشددة
معلقاً على الهجوم الذي تبنته الحركة: "إن الذين تمّ استهدافهم كانو مسيحين
فقط وأنهم ميّزوا المسلمين عن المسيحين قبل الإبادة الجماعية، وتوعّد لكينيا بأن
عملياتهم ستسير على قدم وساق ولن تتناقص إن لم تكفّ الحكومة الكينية أيديها عن
التدخل بشئون الحركة وحكمهم الذي يخدم ماسمّاه لمصلحة المسلمين".
يذهب
المحللون وخبراء سياسيون أن وراء تمييز المسيحيين عن المسلمين أثناء تنفيذ عمليات
الحركة في كينيا سياسة عميقة لصالح حركة الشباب وهي تقسيم الشعب الكيني دينياً وعقدياً
والتي تمنح فرصةً كبيرة لنشاطات الحركة وتؤهلها بأن تبسط امبراطوريتها الى الأراضي
الكينية وتزداد الشعلة لهيباً وتوهجا؛ ويستدل
المحللون برأيهم أن ماتدعيه الحركة من حماية دماء المسلمين في داخل الأراضي
الكينية لاتصدقه الأحداث والوقائع مثلاً : في العاصمة الصومالية يموت زهاء آلاف من
الشعب البريء المسلم في ظل العمليات
الإنتحارية التى تنفذها الحركة، وكانت تستهدف
الشعب في المجمعات والأندية والملاهي والمقاهي والمراكز التجارية، ثم أخيراً في
المؤسسات التعليمية، مما جعل عملياتها غير إنسانية في نظر العالم بأسره، وتذرعت
الحركة أن كل من أودت هجماتهم ممن لايستحقها على ضوء فكرتهم المشينة سيبعث -وهو
بريء- على نيته الخالصة وسيبقى شهيداً في معيارهم الديني، وأمّا في كينيا فإنهم
ينقذون ويسعون لمصالح المسلمين !.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق