العبوديّة لآراء الآخرين والخضوع لأفكار
هم سواءً كانت صحيحة أو العكس ظاهرة إجتماعية بارزة في أوساطنا بكلّ وضوح، نقلّد ونؤيّد
أفكار الآخرين بغضّ النظر عن محتواها وماتشمله، ولعلّ أن تكون هذه الأفكار شاذّة أومنحرفة
أوغير منطقيّة، فأصبحنا كالشّخص الإنقيادي الّذي لايملك رؤية سليمة ويحاول فقط بأن
يُطبّق أو يحقّق رؤية الآخرين، ويقبل دائماً -بسهولة- بمعلومة من يثق بهم دون أن يفحصها
أو يدقّق فيها، مثلاً إذا كان لديه شيخ أو أستاذ أو كاتب أُعجب به فإنّه يأخذ المعلومات
عنه دون أن يُكلّف نفسه عناء التدقيق في المعلومات!.
تسبّبت لنا هذه الظاهرة القبيحة بأن نفقد
الثّقة وحبّ الآخرين الّذي تعبت النّفوس لأجله؛ لأنّ البشر من طبائعه: أن لّايثق ولايكرم
من يتابع خطاه خطوة خطوة ومن يقلد أفكاره سواء كانت على الدّرب الصّحيح أو العكس، ونلاحظ
بأنّ بعض المثقفين مستهانون لدي أقرانهم وأترابهم في مجال التّعليم أو العمل أو المجالات
الأخرى؛ وماهي إلّا نتيجة تقلدهم بأفكار هؤلاء الذين استهانوهم واحتقروهم، وياأسفى
على هذا الشخص! لايدري بأنه يعيش في مأساة
فادحة، بل يتمتع ويطمئن في تلك الحالة التي أربكته عن مسيرة الحياة الدنيوية وأبعدته
عن حلبة الواثقين بأنفسهم!.
ومن المعلوم أن المصادر الوحيدة التّى
سلمت من العيوب والأخطاء هي القرآن والسنة والإجماع فقط، وأمّا غيرهم فالمجال مفتوح
ومتاح لمن من يشاركه ولمن يدلى دلوه في مراتع
المثقفين، وعارٌ على الإنسان بأن يحتجّ في نقاشه بكلام من عايش معه كالأقران فيقول:
هذا الشيء حرام والدليل على ذلك قول فلان بن فلان!، عليك بأن تبني أفكارك على مااتفق
عليه فقط لاغير، ولاتعتمد على غيرك في تحليل مسألة ما أو فكرة ما أو حتى في توجيه مسيرة
حياتك، اعتمد على نفسك واحرص بأن تكون أنت أنت أينما كنت، ففيها النجاح وكلّ شيء مفيد،
وستكون –لامحالة- شخصية بارزة في أقصر مدّة يحمل أفكارا سليمة حرّة لاتخضع لأحدٍ سوى
باريها... إذاً فلنتحرر من العبودية!.